تأثير الهالة - فيل رونتسفيغ |
حجم الكتاب:6.07mb
عدد الصفحات: 292
تأليف: فيل رونتسفيغ
الناشر : فري بريس
معظم الأفكار الشائعة عن النجاح في الإدارة ورفع معدلات الأداء هي أساطير جميلة ولكنها لا تعد بالكثير. فكل النصائح العجولة التي تأخذ أحد نجاحات إحدى الشركات الكبرى لتخرج منها بنظريات تستفيد منها سائر الشركات الأخرى ما هي إلا « أوهام عمل» تشكلت بسبب «تأثير الهالة» الذي يجعلنا نضفي صفات غير حقيقة على شيء ما بسبب الفكرة الإيجابية التي نحملها عن هذا الشيء. هذه النظريات والأفكار التي تشكلت بسبب تأثير الهالة تمنح القادة قصص نجاح وتحفيز يبنون على أساسها خطط العمل، ولكن الخطورة تكمن في أنها أيضاً تقود إلى تسطيح النجاح وتجاهل مطالب التكنولوجيات والأسواق والعملاء والظروف المتغيرة باستمرار. هذه هي القنبلة التي يفجرها (فيل روزينزفيج) في كتابه « تأثير الهالة : وثمانية أوهام إدارية أخرى تضلل المديرين». يوجه تيار الفكر الإداري السائد أوهاما براقة المظهر ولكنها تشوه فهمنا للأسباب الحقيقية لتفوق إحدى الشركات، وهذا هو محور كتاب «تأثير الهالة» للمؤلف (فيل روزينزفيج) حيث يكشف زيف الكثير من الأساطير التي تحكم فكر المنظمات، والتي أصبحت قوة مؤثرة توجه الاتجاه العام للصحافة وحتى البحث العلمي. حين ننتظر النتيجة لنحدد الأسباب، فنحن بالضبط نضع أنفسنا تحت «تأثير الهالة». فهذه شركة حققت مبيعات عالية وأرباحا رائعة، فنشرت الصحف المتخصصة تمدح ما وراء هذا النجاح من إستراتيجية عبقرية وقائد متبصر وموظفين مهرة وفكر إيجابي يسود المنظمة. وبعد عدة أعوام كان الفشل نصيب هذه الشركة فأصبحت الاستراتيجية عقيمة والقائد- نفس القائد- غير فعال والموظفون كسالى وهناك ركود في فكر الشركة. إن تأثير الهالة هنا هو ما شكل ووجه هذه المفاهيم عن الاستراتيجية والقيادة والموظفين وفكر المنظمة. ولا ينكر (روزينزفيج) أهمية هذه النظريات في الإدارة، ولكنه ينكر أن تكون هي أسباب النجاح في سوق صعب ومعقد وإلا فأين الأسباب المالية ومتغيرات السوق الحقيقة وراء ذلك النجاح وهذا الفشل؟
كما يستخلص من عنوان الكتاب، يتحدث المؤلف عن تسع ضلالات إدارية في عالم الإداة والأعمال وهي :
«الوهم الأول : تأثير الهالة»
«الوهم الثاني : وهم تركيب العلاقات والسببية»
«الوهم الثالث : وهم التفسيرات الأحادية»
«الوهم الرابع : وهم توصيل النقاط الناجحة»
«الوهم الخامس : وهم البحث الشامل»
«الوهم السادس : « وهم النجاح الدائم»
«الوهم السابع : « وهم الأداء المطلق»
«الوهم الثامن : « وهم النهاية الخطأ للعصا»
« الوهم التاسع : « وهم فيزياء المنظمة».
فكرة الكتاب جريئة وثورية، حتى أن العديد من النقاد وصفوا الكتاب بأنه «ترياق» للكثير من الأفكار التي تحفل بها معظم الكتب الإدارية التي حققت أعلى المبيعات كقواعد وإرشادات للنجاح وهي لمن يتحقق فيها يجد أنها تعرض نظريات ساذجة وسطحية وتتفوق بشكل رئيسي على مستوى القص وليس مستوى التحليل. فما تقدمه هذه الكتب قصص مؤثرة وملهمة لكنها مضللة في الوقت ذاته حيث توجه نظر القائد بعيداً عن أسباب النجاح العميقة. الكتاب جاد يغير فكر الكثيرين عن التميز الإداري وبالتالي عن الإدارة والاستثمار، ولكنه لا يقدم وصفات أو خططا لمن يبحث عن الأسلوب الأمثل. هو كتاب نقدي لتيار من الكتب التي ملأت أرفف المكتبات وحققت نجاحاً مدوياً بنظريات تبعد كل البعد عن الأسباب الحقيقة للنجاح أو الفشل.
لن يستمتع كثيراً بهذا الكتاب من يهوى قراءة القصص والروايات، إلا أنه من الضروري أن يقرأه كل قائد ومدير ليأخذ مصل الوقاية من الوقوع تحت تأثير الهالة، ويساعده على ذلك الأسلوب المنطقي الواضح الذي لا يخلو من الدعابة في كثير الأحيان ولغة لا تتسم بالتعقيد والمصطلحات من مؤلف له ثقله حيث مارس الإدارة قبل أن ينتقل ليصبح أستاذاً ودكتوراً جامعياً بالمعهد الدولي للإدارة بسويسرا بعد أن كان أستاذاً بجامعة هارفارد.
تعليقات
إرسال تعليق