العقل - جيل جاستون جارانجي |
حجم الكتاب:6.06mb
عدد الصفحات:161
تأليف :جيل جاستون جارانجي
ينطلق الباحث جيل غاستون قارانجي في مبحثه الأول الموسوم بـ ثلاثة مواقف
سلبية من خلال عقليات Mentalitژs يستمدّ منها الناس بطريقة ما أصناف ردّ
للفعل ضد العقل. كمثل التصوف الديني الذي يمارس تأثيره كنموذج للمواقف من العقل والتصوف
كما حاول علماء النفس ورجال اللاهوت تحليل حالات منهم ويليام جايمس حيث
يذكر: (التصوّف) هي حالات معرفية تعي فيها الذات أنها تتلقي الكشف عن حقيقة
تفلت من التجربة العادية وقد وصفت هذه الحالات أحسن وصف المتصوفة
الإسبانية سانت تاراز دافيلا SAINT THERESE D'AVILA بقولها: أؤكد أنه لا ينبغي أن لا نحاول الإمساك عن إعمال العقل، ولا تعطيل نشاطه،
لأننا سنظل عندئذ بمثابة الأغبياء، دون أن نستطيع بلوغ ما ندعي تحصيله بهذه
الوسيلة. ولكن حين يكون الله هو الذي يعلق نشاط العقل ويعطل وظائفه فإنه
يمده بمواضيع ينشغل بها، فتفتنه وتجعله يفهم دون كلام ولا استدلال، وفي
لحظة إيمان، أشياء أكثر مما تستطيع تعلمه هي شأنها بواسطة الدراسة خلال
سنوات عديدة . أما السحر والأساطير، فهو نوع آخر مغاير للموقف العقلي ففي نظر تايلور
TAYLOR وفرايزر FRAZER وبرادين BRADINES ثمّ تطابق جوهري بين الموقف السحري
الأسطوري والموقف العقلي قد يكون حصل بينهما تطور بطيء أو تحول فجائي.
يبدو عن هذا أن النظام السحري الأسطوري والنظام العقلي يتعايشان في ذهن
الإنسان منذ العصور الأولي. في ما يخص الموقف الرومانسي يحدّده جارانجي بأنه سيادة القيم الحيوية
(Vitales ) علي القيم العقلية.و نعني بالقيم الحيوية تلك التي تغرز جذورها
مباشرة في الحياة البيولوجية، علي النقيض من القيم التي تخصّ صورة عن
وجودنا تنعكس في الذهن وبهذا المعني يكون تمجيد القوة (Puiance) رومانسيا
وهي أصلا القوة الجسمية وهيمنة القويّ علي الضعيف وفيها الطاقة الحيوية وهي
علي سبيل التوسع للنفوذ الاجتماعي .العقل في العلومفي تطور العلم أصبح (العلم) الشكل الحديث والفعال للتفكير العقلي. وقد اهتم
الكاتب جيل قاستون جارانجي في هذا الفصل بموضع العقل في العلم، متبعا في
ذلك خطة تنهض علي جملة من النقاط محور الاهتمام: المستوي التركيبي للعقل
الصوري / المستوي اللساني/ المستوي الأكسيومي/ التصور الثبوتي للعقل العلمي
/ تحولات العقل/ حركية العقل الرياضي / العقل الخلاق في العلوم الفيزيائية
/ ما هو إذن في هذا المجال التفسير العقلي / المعقولية؟ ونقل المناهج
العلمية / وأخيرا العقل التجريبي في العلوم الإنسانية. ومن بين ما يذكر الكاتب في هذا الفصل: وهكذا يتقدم العلم من خلال التجاوزات المتعاقبة لأشكال العقل البالية فحركة
التفكير العلمي في مجملها هي إيقاع منتظم لأشكال النفي والمزايدات يستخلص
منه السيد باشلار فلسفة في اللاّ و لم لا وفي ما مقابل ميكانيكا وفيزياء لا
نيوتونيين تقوّضان مرح نيوتن المغلق والمكتمل في حد ذاته، تقوم هندسة لا
إقليدية وإبستيمولوجيا لا ديكارتية، فميزة العقل أنه ينزع بأدق الوسائل
وأقواها إلي تعقيد التجربة بحيث لم يعد العالم يبدو تمثلا بل يبدو تحققا ولم يعد الأمر إذا يتعلق كما عند برنشفيك بجدلية داخل الفكر بالأساس،
بل بسلسلة من المواقف المتخذة إزاء عالم من الأشياء تجعله عمليات العالم
نفسها ذا وجود موضوعي أكثر فأكثر غني. فتوقفت الفيزياء الحديثة كما يقول
غاستون باشلار عن أن تكون علما بالوقائع لتصبح علما بالمسببات. وهنا تصبح المثالية إذن ضربا من المثالية الإجرائية، مذهبا في التعاون مع
الأشياء لا يمكن التخلص من حضوره فالعلم عمل وليس نظرا خالصا، والعقل
العلمي هو ذكاء مثابر.العقل في التاريخأما الفصل الثالث فحاول فيه الكاتب أن يتناول إشكالية كبري وهي: هل يكون
التاريخ عقليا؟ أمام الواقعة التاريخية التي تفلت من العقل ومن العلم. وقد
تناول في هذا المبحث كُلاً من مفهوم الحدث اللاّعقلي / العلم والزمان /
التاريخ بما هو تحقق تدريجي للروح / التاريخ بما هو تجل لحرية الإنسان /
التاريخ بما هو نتاج إنساني. الإنسان العاقلتناول جارانجي في هذا الفصل الأخير الدين والفن والهوي كعوائق أمام العقل،
فالدين تعبير ثقافي قائم علي الإيمان والتسليم بتعاليم هذا الدين. والفن هو
خيال وتخييل بالأساس، ولكن جارانجي يذكر هنا أن الفن والعقل يكونان عبر
التاريخ طباقا يجعلهما تارة في توافق، وتارة أخري في تنافر، وذلك بحسب نسيج
البني الجماعية العميقة التي يتمرس عليها نشاطهما . أما الهوي فيبدو هو
والعقل علي طرفي نقيض حيث يقول جارانجي: الهوي في شكله الأخصّ عقل ضال
تعليقات
إرسال تعليق