حجم الكتاب :6.71mb
عدد الصفحات 56
الكاتب : عبد الله العلايلي
هذه مقتطفات من كتابه: مشاهد وقصص من أيام النبوة. كتب عن زواج النور من النور، فقال:شاع الخبر في المدينة سريعاً كما يشيع الاريجُ العابقُ في كلّ مكان مع النَّسم النّديِّ، فكانت ميمونةُ لا تمرُّ بمحلَّة من دور الانصار إلاّ وترى المرأة تميل إلى المرأةِ، وتقول لها في بِشْر ظاهر:أما بلغك النّبأُ؟ عليٌّ (عليه السلام) خطب فاطمة (عليها السلام)، وبارك النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) العقد، وإنّه لَنِعْم الحدثُ. ليس لهذه السّيّدةِ المصطفاة إلاّ هذا السيّد المصطفى. وهي ربيبةُ الوحي والرِّسالة، وهو ربيبُ الوحي وبطلُ الرِّسالة.وفي استدارتها صوبَ منزلها سمعت رجلاً يسمر إلى آخر في ناحية من الحيِّ ويقول:إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزوِّج عليّاً (عليه السلام)، وإنّما كرّم البطولة الخالدة المظفّرة في شخص البطل الخالدِ المظفَّر، وإنَّ من حقِّ البطولة تكريمها، وما فات النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكرِّم البطولة بأعزِّ ما عنده وأقرب ما هو إلى قلبه، فإنّ فاطمة (عليها السلام) قلب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)مصوَّراً في إنسان ملاكِيٍّ أو ملاك إنسانيٍّ. وليس في هذا معناه بل معنى التّكريم، فإنّ محمَّداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، في حقيقته، رسالةٌ ودعوةٌ وهو المبتدأ، وإنّ عليّاً (عليه السلام)، في حقيقته ، إيمانٌ وإجابةٌ وهو الخبر، ولا شكَّ في أنّ فاطمة (عليها السلام) رابطةُ الاسناد.وما فات ميمونَةَ أن تسمع ما ردَّ به الاخرُ - وكان من المهاجرين الاوَّلينَ، كما تقول -: وأيضاً لقد كرَّم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا القران بطولةً أخرى هانئةً في أبديَّتها المشرفة الواعية، إنّه كرّم أبا طالب النّصير البرَّ والمجاهد الاوَّل.قال الانصاريُّ: فهذا القران إذا تكريمٌ مزدوجٌ ضاعف معناه، وأخلد بهذا اليوم يوم تكريم البطولات، إنّه ليستخفُّني بمعناهُ الكبيرِ...
هذه مقتطفات من كتابه: مشاهد وقصص من أيام النبوة. كتب عن زواج النور من النور، فقال:شاع الخبر في المدينة سريعاً كما يشيع الاريجُ العابقُ في كلّ مكان مع النَّسم النّديِّ، فكانت ميمونةُ لا تمرُّ بمحلَّة من دور الانصار إلاّ وترى المرأة تميل إلى المرأةِ، وتقول لها في بِشْر ظاهر:أما بلغك النّبأُ؟ عليٌّ (عليه السلام) خطب فاطمة (عليها السلام)، وبارك النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) العقد، وإنّه لَنِعْم الحدثُ. ليس لهذه السّيّدةِ المصطفاة إلاّ هذا السيّد المصطفى. وهي ربيبةُ الوحي والرِّسالة، وهو ربيبُ الوحي وبطلُ الرِّسالة.وفي استدارتها صوبَ منزلها سمعت رجلاً يسمر إلى آخر في ناحية من الحيِّ ويقول:إنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يزوِّج عليّاً (عليه السلام)، وإنّما كرّم البطولة الخالدة المظفّرة في شخص البطل الخالدِ المظفَّر، وإنَّ من حقِّ البطولة تكريمها، وما فات النبيَّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يكرِّم البطولة بأعزِّ ما عنده وأقرب ما هو إلى قلبه، فإنّ فاطمة (عليها السلام) قلب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)مصوَّراً في إنسان ملاكِيٍّ أو ملاك إنسانيٍّ. وليس في هذا معناه بل معنى التّكريم، فإنّ محمَّداً (صلى الله عليه وآله وسلم)، في حقيقته، رسالةٌ ودعوةٌ وهو المبتدأ، وإنّ عليّاً (عليه السلام)، في حقيقته ، إيمانٌ وإجابةٌ وهو الخبر، ولا شكَّ في أنّ فاطمة (عليها السلام) رابطةُ الاسناد.وما فات ميمونَةَ أن تسمع ما ردَّ به الاخرُ - وكان من المهاجرين الاوَّلينَ، كما تقول -: وأيضاً لقد كرَّم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا القران بطولةً أخرى هانئةً في أبديَّتها المشرفة الواعية، إنّه كرّم أبا طالب النّصير البرَّ والمجاهد الاوَّل.قال الانصاريُّ: فهذا القران إذا تكريمٌ مزدوجٌ ضاعف معناه، وأخلد بهذا اليوم يوم تكريم البطولات، إنّه ليستخفُّني بمعناهُ الكبيرِ...
تعليقات
إرسال تعليق