التحميل من هنا " download
حجم الكتاب :8.35mb
عدد الصفحات316
حجم الكتاب :8.35mb
عدد الصفحات316
الكاتب :ﺟﺮﻫﺎﺭﺩ ﻛﻨﺴﻠﻤﺎﻥ
ليس هناك ثمة شك أنه في السنين الأخيرة حدثت قفزة واسعة الأبعاد نحو قراءات جديدة لفكر أهل البيت (ع) بالأخص ثورة الإمام الحسين في كربلاء وتأثيرها على الحياة السياسية في العالم الإسلامي وخارجه.
فلقد تصدى الكثير من رجال السياسة والتاريخ لأن يجعلوا مفاهيم هذه الثورة موضع البحث والدراسة فصدرت دراسات وكتب عديدة نالت الإقبال والإستحسان بين الأوساط السياسية والشعبية، كتب تناولت فكرة أهل البيت وبالتحديد مدرسة عاشوراء وواحدة من هذه الآثار الأدبية القيمة كتاب الصحفي الألماني (جرهارد كونسلمان) هو من أشهر الصحفيين الألمان وقد عمل لوقت طويل محققا بالتلفزيون الألماني ومن خلال عمله صار على دراية كبيرة بالتطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وله مؤلفات كثيرة ومتنوعة منها الكتاب الذي تناولنا بعض نصوصه وعنوانه (سطوع نجم الشيعة) فلنا إطلالة سريعة على أحد أبوابه الذي يحمل عنوان (الحسين الشهيد).
يقول (جرهارد كنسلمان): (إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة. من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الحسين، فقد إبتدأت بعد موت معاوية حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين من الأمويين.
ويستطرد الصحافي الألماني (كونسلمان) في حديثه عن العرش الأموي الهزيل وتحديدا خلافة يزيد بما يحمل من شخصية نكراء وشوهاء فيقول: (لقد كان يزيد مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين الذي يذكر العهد الذهبي الذي حكم فيه النبي: أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثام علنا، كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله؟).
ويمضي الصحافي الألماني كونسلمان مشيرا إلى إنطلاقة الركب الحسيني ومرورا بالكارثة فيقول: (وأتى الحسين واسرته جميعا من آخر يوم من العام الستين الهجري إلى الفرات بعد أن تحطمت الآمال ولكن الإصرار يحدوه بعدم البيعة ليزيد فلم يكن في ذهنه تفكير في الرجوع).
ويجل الكاتب موقف أنصار الحسين مع إمامهم فيقول: (إن المتبقين من الأنصار قد سمعوا أن الويلات ستحل عليهم، لكنهم صمدوا وثبتوا، ومع ان الحسين أخبرهم بما سيحل عليهم، لانه ذات ليلة رأى في منامه ان النبي قد ظهر له وقال (ستكون غدا عندنا في الجنة) وكان ان بكت نساء الحسين وإنتحبن لهذا الكلام ولكن الحسين طلب منهن التماسك وقال: (إن بكينا ضحك العدو، ومن منا يريد غبطة على هذا الضحك).
وينعطف الأستاذ جرهارد كونسلمان قائلا بحرارة محمومة وعاطفة شجية لسلوك نفسي جسده أبو عبد الله في ملحمة الطف المليئة بالكمالات الإنسانية فيقول: (ولمرة أخيرة حاول زعيم الركب الحسيني إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه، فقد كان رجلا ذا كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفعهم ذلك، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد إستخدم فيها الامام عناصر الفصاحة فإستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم، وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف).
ويقول الكاتب كونسلمان : (وبما ان أعداء الحسين تفوقوا عددا إلا أنهم لم ينجحوا بسرعة في كسر الحلقة حول الحسين وكان العطش قد أصاب رجاله وعياله وأثر فيهم بصورة خاصة لأن العدو قد حال بينهم وبين ماء الفرات، وبحلول العصر إنكسرت الحلقة حول الحسين، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار الذي دافع به عن نفسه النبي وعلي، فقاتل ببسالة عظيمة حتى إنكسر أمام اليد العليا للخصم وكان قد أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة).
ويصور الكاتب الألماني مصائب آل الرسول بعد عصر عاشوراء بتحسر وتحرق فيقول: (وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين، وعندما هواجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبق على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل من الغلمان فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب، مما أصابت الهستيريا أصحاب الفضول بعد إحباطهم من نصرة الحسين).
ثم يعرج الصحفي الألماني كلامه بالقول: (أدى مصرع الحسين إلى ان تصير سلالة آل محمد وعلي في ضمير كثير من المسلمين.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض الدولة الإسلامية، وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا، وقد أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا).
إن ما تناوله الصحفي الألماني في كتابه عن الحسين ونهضته من مضامين إبداعية إستلهمت شيئا من الفاجعة تستحق التبجيل والتكريم مع تحفظنا على بعض آرائه، فلقد تناول حفيد النبي مع عدم إنتمائه هو للرسالة المحمدية وهذا مدعاة شرف وفخر لأن الحسين ملك للعالم كله وهو المنهل العذب الذي ينحو نحوه الظامئون من كل الأديان والأجناس ليغترفوا من عذب ماءه حتى الوصول للكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء فالحسين وكما نستقرأه عبر كتاب هذا الألماني هو ثورة في وجدان الإنسانية.
ليس هناك ثمة شك أنه في السنين الأخيرة حدثت قفزة واسعة الأبعاد نحو قراءات جديدة لفكر أهل البيت (ع) بالأخص ثورة الإمام الحسين في كربلاء وتأثيرها على الحياة السياسية في العالم الإسلامي وخارجه.
فلقد تصدى الكثير من رجال السياسة والتاريخ لأن يجعلوا مفاهيم هذه الثورة موضع البحث والدراسة فصدرت دراسات وكتب عديدة نالت الإقبال والإستحسان بين الأوساط السياسية والشعبية، كتب تناولت فكرة أهل البيت وبالتحديد مدرسة عاشوراء وواحدة من هذه الآثار الأدبية القيمة كتاب الصحفي الألماني (جرهارد كونسلمان) هو من أشهر الصحفيين الألمان وقد عمل لوقت طويل محققا بالتلفزيون الألماني ومن خلال عمله صار على دراية كبيرة بالتطورات السياسية في منطقة الشرق الأوسط وله مؤلفات كثيرة ومتنوعة منها الكتاب الذي تناولنا بعض نصوصه وعنوانه (سطوع نجم الشيعة) فلنا إطلالة سريعة على أحد أبوابه الذي يحمل عنوان (الحسين الشهيد).
يقول (جرهارد كنسلمان): (إن الحسين ومن خلال ذكائه قاوم خصمه الذي ألب المشاعر ضد آل علي وكشف يزيد عبر موقفه الشريف والمتحفظ فلقد كان واقعيا ولقد أدرك إن بني أمية يحكمون قبضتهم على الإمبراطورية الإسلامية الواسعة. من هنا إنطلقت الحياة غير الهادئة لحفيد النبي الحسين، فقد إبتدأت بعد موت معاوية حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين من الأمويين.
ويستطرد الصحافي الألماني (كونسلمان) في حديثه عن العرش الأموي الهزيل وتحديدا خلافة يزيد بما يحمل من شخصية نكراء وشوهاء فيقول: (لقد كان يزيد مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين الذي يذكر العهد الذهبي الذي حكم فيه النبي: أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثام علنا، كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله؟).
ويمضي الصحافي الألماني كونسلمان مشيرا إلى إنطلاقة الركب الحسيني ومرورا بالكارثة فيقول: (وأتى الحسين واسرته جميعا من آخر يوم من العام الستين الهجري إلى الفرات بعد أن تحطمت الآمال ولكن الإصرار يحدوه بعدم البيعة ليزيد فلم يكن في ذهنه تفكير في الرجوع).
ويجل الكاتب موقف أنصار الحسين مع إمامهم فيقول: (إن المتبقين من الأنصار قد سمعوا أن الويلات ستحل عليهم، لكنهم صمدوا وثبتوا، ومع ان الحسين أخبرهم بما سيحل عليهم، لانه ذات ليلة رأى في منامه ان النبي قد ظهر له وقال (ستكون غدا عندنا في الجنة) وكان ان بكت نساء الحسين وإنتحبن لهذا الكلام ولكن الحسين طلب منهن التماسك وقال: (إن بكينا ضحك العدو، ومن منا يريد غبطة على هذا الضحك).
وينعطف الأستاذ جرهارد كونسلمان قائلا بحرارة محمومة وعاطفة شجية لسلوك نفسي جسده أبو عبد الله في ملحمة الطف المليئة بالكمالات الإنسانية فيقول: (ولمرة أخيرة حاول زعيم الركب الحسيني إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه، فقد كان رجلا ذا كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفعهم ذلك، فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد إستخدم فيها الامام عناصر الفصاحة فإستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم، وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف).
ويقول الكاتب كونسلمان : (وبما ان أعداء الحسين تفوقوا عددا إلا أنهم لم ينجحوا بسرعة في كسر الحلقة حول الحسين وكان العطش قد أصاب رجاله وعياله وأثر فيهم بصورة خاصة لأن العدو قد حال بينهم وبين ماء الفرات، وبحلول العصر إنكسرت الحلقة حول الحسين، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار الذي دافع به عن نفسه النبي وعلي، فقاتل ببسالة عظيمة حتى إنكسر أمام اليد العليا للخصم وكان قد أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة).
ويصور الكاتب الألماني مصائب آل الرسول بعد عصر عاشوراء بتحسر وتحرق فيقول: (وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين، وعندما هواجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبق على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل من الغلمان فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب، مما أصابت الهستيريا أصحاب الفضول بعد إحباطهم من نصرة الحسين).
ثم يعرج الصحفي الألماني كلامه بالقول: (أدى مصرع الحسين إلى ان تصير سلالة آل محمد وعلي في ضمير كثير من المسلمين.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض الدولة الإسلامية، وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا، وقد أحس يزيد أن الحسين ميتا لهو أخطر عليه من الحسين حيا).
إن ما تناوله الصحفي الألماني في كتابه عن الحسين ونهضته من مضامين إبداعية إستلهمت شيئا من الفاجعة تستحق التبجيل والتكريم مع تحفظنا على بعض آرائه، فلقد تناول حفيد النبي مع عدم إنتمائه هو للرسالة المحمدية وهذا مدعاة شرف وفخر لأن الحسين ملك للعالم كله وهو المنهل العذب الذي ينحو نحوه الظامئون من كل الأديان والأجناس ليغترفوا من عذب ماءه حتى الوصول للكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء فالحسين وكما نستقرأه عبر كتاب هذا الألماني هو ثورة في وجدان الإنسانية.
تعليقات
إرسال تعليق