التحميل من هنا download
يحيي حقي..سارق الكحل |
عدد الصفحات 121
الكاتب يحيي حقي
هي مجموعة قصصية للمؤلف يحيى حقي تحتوى على 4 قصص هي "كـأن" و "سارق الكحل" و "امرأة مسكينة" و "الفراش الشاغر"
بدأ يحيي حقي عرضه للقصة بوصف حياة الراوي الوحيد ومعاناته من بثور بيده اليسرى، الأمر الذي يبدو للقارئ غريبًا وغير مهم في أحداث القصة، ولكن الكاتب سيعيد الإشارة لهذا الأمر لاحقًا للنأكيد على أحد الأفكار التي يناقشها. لعل الفكرة الأكثر وضوحًا لمن يقرأ القصة هي فكرة الحب. فالكاتب يركز على ذكر تفاصيل علاقة "مصطفى" و "وجيهة" والتي تفضح عنف الحب بينهما. فعلى سبيل المثال يذكر الكاتب عمق النظرات بينهما في قوله "الأعمى يتبين أنهما واقعان في حب عنيف، إنه يكاد يأكلها بنظراته"و أيضًا في إيضاح كيف أن ما يسعده يسعدها،وما يشقيها يشقيه في قوله " فمن أجله وحده إبتسامتها. فإذا غاب غابت و يطيل يحيي حقي وصف أمارات الحب على الزوجين. كيف تودعه وتستقبله،و كيف تعلو الإبتسامة وجهه دائمًا بسبب حبه الشديد لها.فعندما ذكر " ويهبط مصطفى السلم يخبط الدرابزين يكاد يتعثر لأن وجهه ملتفت إلى فوق، و ألمح وجهه من شراعة باب شقتي فأجده مضيئًا بسعادة مطمئنة" . ثم يزيد وضوح الحب في قلب "مصطفى" بعد وفاة "وجيهة" فقد بكا بكاء مرير وصفه يحيي حقي بقوله " ليس هذا برجل يبكي امرأة. وأنما سمعت اللآذان لأول مرة بكاء بكاءالإنسان على قدر أخرجه مطرودًا من الجنة، وحرمه رؤية وجه ربه". فلقد حطمه الأمر و توقف عن الأكل و ظل يبكي عليها كلما ذُكر اسمها، كما أطلق لحيته. ولكن هذه الفكرة والتي قد تسيطر على القارئ طوال قرائته القصة إلى وصوله للنهاية،حيث تضح الفكرة الرئيسية التي أراد إيصالها يحيي حقي وهي النسيان. فلقد تزوج "مصطفى" مرة أخرى بل و عاد الراوي يصور كيف أن الحب بينهما واضح، فلقد أصاب قلب مصطفى الحب من جديد، بل و قد وصل به النسيان أن يتزوجها في نفس المنزل الذي شهد على قصة الحب بينه وبين "وجيهة". في هذه اللحظة يدرك القارئ سبب ذكر البثور فيد الراوي والتي شفي منها عندما نسيها، فالنسيان هو سنة الحياة والألام جميعها تزول بالنسيان.
تعليقات
إرسال تعليق